الأحد، مايو 20، 2012

عندما يخرج ضوء النجاح من خلف الغضبان المظلمة

الكثيرون تهزمهم الصعاب .... الظلم ...القهر ..المرض ...الفقر ولكن الناجحون والمبدعون فقط من يهزمون الصعاب ........من تدفعهم الصعاب لمزيد من النجاح ....من يستثمرون القدرات الهائلة التي يخرجها التحدي ليحققوا النجاح ......قرأت في الصحف أن أحد المعتقلين والمحكوم عليهم بالاعدام قد أجيزت له رسالتي الماجستير و الدكتوراه في ثلاثة أعوام قبل أن يصدر عنه العفو ....فقد نظر الى الفراغ الذي يوفره له السجن فاستثمره وتحضرني هنا واحدة من اجمل ماقرأت من قصص النجاح و التحدي ........قصة ابن الهيثم عالم الضوء والبصريات المعروف فقد زُج به في السجن وظل محتجزاً لما يزيد عن عشرة أعوام. جالساً في الظلمة تحت إشراف الشرطة، بدأ يتأمل بما يمكنه أن يشاهده ولا يشاهده، فصار مهووساً بالنور والظلمة. شرع يدرك أن ثمة خطأ في فكرة أننا نرى لأن أشياء تخرج من عينينا وتلمس أو تقبض على أشياء مرئية. إليكم مشكلة واضحة طرأت له. جالساً في الظلمة ومن ثم ناظراً فجأة إلى الشمس، شعر بألم في عينيه. فالتحديق بالشمس كان مؤلماً جداً بعد النظر في الظلمة.
بدا "لابن الهيثم" غير محتمل أن تتسبب الإشعاعات بهكذا ألم إذا كانت منبعثة من العين. فشرع يستنتج تفسيراً مختلفاً كلياً. كانت فكرته الجديدة أننا نرى لأن ثمة إشعاعات تنتقل في الجو بخطوط مستقيمة باتجاه عينينا.
كان قد اسقط ما يفوق الألف عام من التعليم المقبول، لكن إذا كان النور مستقلاً عن العين، فكيف تعكس الأشياء النور باتجاه عينينا عندما نشاهدها؟ أدرك "ابن الهيثم" أن ثمة دليل في كيفية عمل المرايا. واضح أن المرايا تعكس النور، وبعد أن درس نماذج الانعكاس بدقة، تمكن من تثبيت فكرة أن الزاوية حيث الشعاع يصيب المرآة هي نفسها الزاوية التي ينعكس نحوها.
الأمر شبيه بكرة تضرب جداراً وترتد منه، لذا ثمة علاقة بين فكرة أن شعاع النور هو خط مستقيم، وهذا المفهوم الجوهري لعلم الهندسة الأساسي لنظام الانعكاس.
أدرك " ابن الهيثم " بعبقرية أن الضوء يرتد مثل الكرة من كافة الأشياء وليس من المرايا فقط. فوضع القوانين الرياضية الدقيقة لخاصيات الضوء الأكثر أهمية، الانعكاس والانكسار، قوانين تنطبق على كل شيء، بدءً من النظارات وصولاً إلى التلسكوب الفضائي
توفي من سجنه بعد مرور 12 عاماً على سجن " ابن الهيثم "، فأطلق سراح هذا الأخير الذي شرع بتنقيح أفكاره فصار عمله المؤلف من سبعة كتب، مصدر المعلومات الأساسي حول النور والرؤية، جعل علم البصريات العصري بأكمله محتملاً .... كان من الممكن أن يظل ابن الهيثم يندب حظه و يحصر فكره في الظلم و الانتقام ولكنه الاصرار و التعامل مع التحديات بتفاؤل و ايجابية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق